لم تجد والدة الشهيدة الطفلة إيمان الهمص – 13 عاما - في ذكرى استشهادها في شهر رمضان الفضيل إلا أن ترفع يديها إلى السماء وتدعو الله الانتقام من قتلتها الحاقدين.. وقالت والدموع تغالب عينيها: لقد افرغوا فيها 20 رصاصة وهذا يبين للعالم اجمع حقدهم ضد أطفال فلسطين ولم تكن طفلتي سوى تائهة وهي في طريقها إلى مدرستها ولم تكن تحمل مدفعا ولا رشاشا ولا عبوة ناسفة كما ادعوا .
وأخذت تخبط كلتا يديها ببعضهم البعض وتقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ورددتها ثلاث
وأضافت : حرموني منها العام الماضي قبيل شهر رمضان بأيام وها هو يمر شهر رمضان الآن وأنا اشتم ملابسها وأتحسس وسادتها كي تطفئ نيران قلبي شوقا وألما على فراقها
وكانت الشهيدة الطفلة إيمان الهمص استشهدت بتاريخ 5/10/2004م بينما كانت في طريقها إلى مدرستها .
شقيقها إيهاب بدأ يسرد حكاية أخته إيمان التي لم تتجاوز الثالثة عشر ربيعا وبدت على وجهه الصدمة وقال:’ لم اصدق ما حلّ بشقيقتي إيمان فلقد كانت إيمان نشيطة ومتفوقة في المدرسة وكانت تحب الجهاد في سبيل الله وتتحدث ببراءة الأطفال عن الشهداء وتأثرت جدا بمشاهد الإرهاب الصهيوني في مخيم جباليا وكانت تتابع التلفاز، وتبكي برقة من شدة الألم وأكثر ما آلمها هو مشاهدة الطفل الذي استشهد في خانيونس ..ونامت ليلتها طبيعيا ومن ثم خرجت إلى المدرسة بشكل اعتيادي’.
وكشفت صحيفة يديعوت احرونوت، عن جريمة بشعة نفذها قائد عسكري صهيونى في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة أن قائد وحد عسكرية عسكرية نفذ عملية تثبيت القتل ضد فتاة فلسطينية في قطاع غزة من خلال إفراغ ذخيرة بندقيته الرشاشة. وأوضحت الصحيفة أن مجوعة من الجنود الصهاينة توجهوا إليها لان "ضميرهم لا يتحمل ما حصل".
وقالت الصحيفة أن الجنود تحدثوا عن قتل الصبية الفلسطينية إيمان الهمص (13 عاما)، في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن الجيش الصهيونى واجه صعوبة في تفسير إخراج 20 رصاصة على الأقل من جسد الصبية.
وتابعت أن جنودا رووا لمراسل الصحيفة ان "قائد وحدة شاكيد التابعة لفرقة غفعاتي النخبوية، نفذ عملية تثبيت القتل، بإفراغ ذخيرة بندقيته في جسد الصبية من بعد صفر".
وروى الجنود للصحيفة انه بين الساعة السادسة والسابعة من صباح الثلاثاء الماضي لاحظ جنود في برج المراقبة بموقع غيريت العسكري "شخص يتحرك على بعد 70 مترا باتجاه الموقع". وقال الجنود انه بحسب التعليمات فانه يتوجب إطلاق النار على أي شخص يدخل في مدى 300 متر من نقطة المراقبة.
وأضاف الجنود للصحيفة أن "نقطة المراقبة استدعت الجميع. وقد أدركنا أن إرهابيا يقترب من الموقع. وقفز الجميع إلى الخنادق وحاولوا التصويب نحو الإرهابي".
وقال احد الجنود "لقد نفذنا إطلاق نار نحو الشخص المشبوه، الذي كان على بعد مئة متر عن الموقع. عندها بدأ الشخص بالجري وفي مرحلة ما سقط على الأرض".
وقال جندي آخر "شاهدت رأسا يرتفع وينخفض لا الشخص المشبوه كان يجري قرب كثبان ترابية. الجميع أطلقوا النار. في النهاية سقط الشخص أرضا. في هذه المرحلة قال الجنود في الموقع أنهم يعتقدون بان الشخص ليس سوى صبية".
وأضاف الجندي نفسه أن "قسما من الجنود قالوا أن الشخص هو صبية قبل بدء أن ينفذ الآخرون إطلاق نار". وأفاد احد الجنود "لقد رأيت صبية صغيرة. وأبلغت قيادة الموقع أن هذه صبية صغيرة، وقلت ان عمرها لا يتجاوز 12 عاما ولم أطلق النار نحوها. احد الجنود أطلق عليها رصاصة واحدة، فسقطت على الارض".
وتابع الجنود انه في هذه المرحلة خرج قائد الوحدة من الموقع وتوجه، سوية مع جنود آخرين، نحو مكان سقوط الصبية واقترب من الجسد الممدد على الأرض.
وقال احد الجنود ان "قائد الوحدة أطلق عليها رصاصتين ثم عاد الى الوراء، وعندها أطلق زخة رصاصات من سلاحه الأوتوماتيكي. لقد افرغ ذخيرة بندقيته الرشاشة، وبهذا انتهى الحدث". وأضاف انه "لم يكن هناك سببا منطقيا لما فعله، ليس لإطلاق الرصاصتين الاولتين وبالتأكيد لا يوجد سبب لاطلاقة زخة الرصاصة بعدها. باختصار لقد نكل بالجثة".
وأكد الجنود أنهم ابلغوا قائد الكتيبة العسكرية بما حصل. وقال احدهم أن "رؤية ما حدث كان أمر قاس للغاية. الصبية ابنة ال13 عاما كانت قد ماتت. لماذا أطلق عليها زخة الرصاص؟".
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولهم أن قائد الوحدة اعترف بما حدث، وأضافوا ادعائه بأنه اعتقد أن القتيلة هي "إرهابي حتى عندما اقترب منها".
زميلتها في الصف (آمنة) قالت:’ كنا نمشى أنا وإيمان وبعض صديقاتي في طريقنا إلى المدرسة وفجأة أخذت تتحدث عن الأطفال الشهداء وعن مشاهد المجازر في جباليا ..وحدثتنا عن الطفل الذي استشهد في خانيونس وكانت عيونها تبرق بريقا شديدا وأخذت تقول’ سأنتقم..سأنتقم’ وتركتنا وذهبت’.
المواطن محمد أبو ريا شاهد عيان على جريمة الاحتلال، قال:’ شاهدت طفلة تدخل في الشارع المؤدي إلى موقع تل زعرب العسكري وهي تلبس الزى المدرسي وحقيبتها على ظهرها، ونحن نعلم أن هذا الطريق الالتفافي هو طريق الموت..
و أكمل : صحت بأعلى صوتي عليها كي ترجع ..لكن خطواتها كانت تسابق الرياح وما أن اقتربت من الموقع العسكري المحصن وعلى مقربة من جرافتين صهيونيتين تعملان في تسوية المكان حتى بدأ جنود الاحتلال المتمركزين في الموقع العسكري بإطلاق نيران أسلحتهم التحذيرية تجاهها ولكن ذلك لم يثنها أو يوقفها على المضي في طريقها .
و تابع يقول : ما أن اقتربت من بوابة الموقع حتى خرجت دبابة وأخذت عبر مكبرات الصوت تطالبها بان تخلع حقيبتها المدرسية وما أن فعلت حتى اشتد إطلاق النار من جديد فاصطدمت الطفلة في ساتر ترابي في المكان
و أشار إلي أن جنديين نزلا من الدبابة يحملان سلاح من نوع ام 16 واخذوا يفرغون أسلحتهم في الطفلة والتي كانت لا تبعد عنهم سوى10 أمتار مما أدى إلى استشهادها بعد إصابتها بعشرات الأعيرة النارية في أنحاء مختلفة في جسدها.
واستنكر المواطن أبو ريا هذه الجريمة البشعة ووصفها بـ’عملية التصفية الجسدية لطفلة لا ذنب لها’.
وروى عمر خليفة (29 عاما) الذي يعمل في محل لطلاء السيارات قرب برج المراقبة في تل السلطان أن الطفلة كانت تسير باتجاه المدرسة القريبة مع اثنتين من زميلاتها. وأضاف : أن الجنود قاموا باطلاق النار من برج المراقبة فهربت الطفلة وألقت بحقيبتها على الأرض فأطلقوا النار بكثافة على الحقيبة.
وتابع : أن ثلاثة جنود خرجوا من دبابة عند البرج وأطلقوا النار تجاه الطفلة قبل أن يحيطوا بها حيث منعوا سيارات الإسعاف لنصف ساعة على الأقل قبل أن تنقل في سيارة الإسعاف الفلسطينية إلى المستشفى.
وقال الطبيب علي موسى مدير مستشفى أبو يوسف النجار المحلي ان الطفلة إيمان سمير الهمص (13 عاما) استشهدت اثر إصابتها بعشرين رصاصة في أنحاء الجسم خصوصا الرأس والصدر وقد وصلت إلى المستشفى بزيها المدرسي. وأشار إلى أن الطفلة توفيت فور إصابتها بالرصاص موضحا أن الجنود الصهاينة
منعوا سيارات الإسعاف الاقتراب من المكان إلا بعدما قاموا بالتأكد من أنها طفلة وتحمل حقيبة مدرسية
الله يرحم الشهيدة رحمة الله عليها