قطار لا يتوقف

توصل الصينيون إلى إختراع مفهوم جديد للقطارات يستند في أساسه على إستمرارية تشغيل محركات القطار طيلة رحلته، من دون ان تتوقف هذه المحركات، أو بمعنا آخر سيستمر القطار في السير دون توقف ولو في المحطات، ويكتفي فقط بتخفيف سرعته.

قد يبدو الأمر غريبا.. ولو ربطنا هذا التصور مع مفهوم القطار المتوفر حاليا والذي نستخدمه أحيانا في رحلاتنا، لما تمكننا من إستيعاب هذه الفكرة خاصة من ناحية الأمان، فكيف لأحد ان يصعد قطارا متحركا -ولو كانت حركته بطيئة- دون ان يسقط، وإن تمكن الشباب من فعل ذلك فكيف سيقوم به المسافرون من الشيوخ وكبار السن ومن النساء والأطفال؟

لاداعي للقلق،،، فقد أخذ الصينيون إحتياطاتهم،،، وفكروا في إختراع قطار فائق السرعة (أو ما يعرف أيضا بقطار الطلقة) يمكنهم من إختصار الوقت الضائع بسبب توقف القطار في المحطات، ففي خلال رحلتك بين بكين وغوانجو مثلا ستجد هناك 30 محطة وستتوقف 30 مرة، ولو توقف القطار ثم إنطلق من جديد وأسرع مرة أخرى في كل محطة فسيفقد الطاقة والوقت معا، ولو قدّرنا فرضا مدة توقف القطار في كل محطة بـ 5 دقائق فقط لكل محطة، فسيضيع من زمن رحلة القطار ومن قتك الثمين ساعتين ونصف (5 دقائق × 30 محطة= 2.5 ساعة)!

لذا فقط ظهرت فكرة "المقصورة الوصلة"؛ وهي مقصورة تتواجد في كل محطة لكنها لاتركن على نفس سكة حديد القطار، بل تُقام لها قاعد أعلى من سكة القطار بقدر علو القطار، وستستخدم هذه المقصورة بمبدأ التبادل؛ حيث على المسافرين المتجهين للوجهة المحددة (غوانجو بحسب مثالنا أو المحطات بين بكين وغوانجو) أن يركبو المقصورة قبل وصول القطار بمدة زمنية ليتم غلق المقصورة بدقائق قبل وصول القطار.

ثم بإقتراب القطار من المحطة يخفف من سرعته وفي خلال ذلك يلتقط المقصورة الوصلة بشكل تكون فيه على سطحه (سطح القطار)، ثم وبنفس المبدأ وعند وصوله للمحطة التالية يخفف القطار سرعته من جديد ويقوم بإستبدال المقصورة الوصلة محررا مقصورة وآخذا مقصورة جديدة بمسافريها فوق سطحه، وبالتالي سيستمر القطار في رحلته وفي نفس الوقت -ومن على المقصورة الأولى- ينزل الركاب من مقصورتهم على مهلهم.

وبحسب الإختراع الجديد هذا فإن القطار وفي في كل محطة؛ سوف يسقط دائما المقصورة الوصلة من الجزء الخلفي من السقف، ويلتقط المقصورة الوصلة الجديدة من الجزء الأمامي من سقفه.

يظهر اننا في زمن لا يوجد فيه وقت ضائع..