كلمة التوحيد تصنع المعجزات
جبار الجاهلية عمر يهيج كالأسد الكاسر, وهو يمشي مشية الخيلاء ليقتل محمدا رسول الله ... وإذ هو في الطريق يلقاه رجل من المشركين , ليقول له إلى أين أنت ذاهب يا عمر والقرآن يتلى في بيتك ؟؟...
وحبيب الأمة وقائدها ومعلمها وسيدها يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه :
* اللهم أعز الإسلام بعمر *
انطلق ووثب كالأسد وهو يزأر غضبا وحنقا إلى أخته – فاطمة بنت الخطاب – وزوجها – سعيد بن زيد – وهو يتميز غيظا وحنقا منهما !!...
من ضربة الباب تعرف / الداعية إلى الله ورسوله / فاطمة بنت الخطاب بأنه عمر ؟؟...
كيف ؟؟..
ما عليها إلا أن تخبئ المدرس الإسلامي – خباب بن الأرت – قبل أن تفتح الباب !!...
لكن لم تستطع أن تخفي صحيفة الله , كلام الله , بل بقي بين يديها تمسكه , وفي قلبها تحفظه , وفي روحها تحمله !!!...
ضربها ضربة عنيفة سال الدم من وجهها وهو يقول لها :
أرني الصحيفة يا فاطمة ....
لكن منطق الحق المبين والعقيدة الثابتة والإيمان العميق الراسخ في القلوب كالجبال الراسية , قد تمكنت من شغاف القلوب فكيف بها إذا أن تستسلم ؟؟...
لا والله !!!...لن تخشى الجاهلية , ولن تهاب الظلم !!!..
بل رفضت بقوة الإيمان وثبات العقيدة أن تعطيه الصحيفة وأجابته القوة التي لا تعرف مستحيلا على وجه الأرض :
لا يا عمر !!..
لا والله يا عمر لأنك مشرك نجس ولا يحق أن تمس كلام ونور الله , اذهب واغتسل من أدران الشرك والوثنية , وتطهر من الرجس حتى أعطيك الصحيفة !!!...
والله يا أمة الإسلام لو أعطينا لأولادنا درسا في ثبات العقيدة , وقوة الإيمان لما استطاعت اليهود أن تدخل فلسطين , ولما استطاعت أمريكا أن تدخل العراق وأفغانستان وووو .....
لقد نسينا الله , فنسيَنا الله أي والله يا أمة الإسلام !!!...
والله إن فاطمة بنت الخطاب تلقن الأمة درسا في العقيدة والثبات على كلمة التوحيد كلمة - لا إله إلا الله محمد رسول الله - والدم يسيل من وجهها , وقد أيقنت في قرارة نفسها أنّ أغلى شيء في الوجود أن تحافظ على كلمة التوحيد فهل لنا يا أمة الإسلام أن نتعظ ونأخذ العبر من مدرسة الثبات على الإيمان وقوة العقيدة الراسخة ؟؟؟....
قرأ عمر الصحيفة :
( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى *.....)
وكأنّ الآيات ونور الله نزلت من باب العيون لتفتح وتشرق بأسماعها باب الأبصار والقلوب .......
وإذ بجبار الجاهلية يقول لأخته فاطمة :
أين محمد ؟؟...
لا !!.. لن تقول له حتى يعطيها عهدا بأن لا يصيب بحبيب الأمة بأذى !!...
هذا هو حب فاطمة للحبيب !!..
هذا هو حبها لدينها ورسوله !!..
تفديه بكل ما تملك بروحها ونفسها وأخوها ومن في الدنيا كلها ؟؟...
حبيب الله كان في مدرسة الإسلام الأولى , في مدرسة الجيل الذي ملأ الدنيا بنوره وصدقه وقوة عقيدته , وثبات إيمانه !!..
إنه في دار الأرقم !!..
عبقري الفؤاد , عميق الفهم , نافذ البصيرة , نبيّ الأمة , حبيب الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم يقول لحمزة :
* لا يفتح الباب لعمر إلا أنا *
كيف يا رسول الله وعمر جبار الجاهلية , الذي إذا مشى تميد الأرض من تحت قدميه , وإذا ضرب أوجع , وإذا قال أسمع , وهو كالأسد الكاسر ؟؟....
كأن حبيب الأمة كان يعلم بأن الله سيجب دعاءه ويعزّ الإسلام بعمر !!
ويمسك قائد ومعلم البشرية بتلابيب ثوب عمر , ويسقطه على الأرض ويقول له :
* أما آن لك أن تسلم يا عمر ؟؟...*
وإذ بعمر ينفض عن كاهله غبار الجاهلية , وظلمة الباطل ليعلن كلمة الحق والتوحيد ,فتصدح في جنبات أم القرى عالية دون خشية أو خوف من الظلم والطغيان والكفر .......
أشهد أن لا إله إلا الله وأم محمدا رسول الله
بل قال لحبيب الأمة حين أن أعلن إسلامه :
((يا رسول الله على من نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على
الباطل ؟؟))
كلمة التوحيد وكلمة الإيمان وكلمة العقيدة يا أمة الإسلام حولت الظلمة إلى نور , والقسوة إلى العدل , والخيلاء إلى الزهد ,والباطل إلى الحق , ونقلت شقوة النفس إلى الهدوء والسكينة والاطمئنان للخالق الرحيم الرحمن !!!... حولت جبار الجاهلية إلى عملاق الإسلام وعملاق الأمة , وفاروق العدل ليستروح مع نسائم الهدي وبشاشة الإيمان فتبقى سيرته لو اقتدينا بها لأعاد الله العزة والرفعة لأمة الإسلام !!...
اللهم ارحم أمتنا واهدها طريق الرشد والصواب, والهدي والإيمان يا رب إنك سميع مجيب !!!..
الأربعاء فبراير 24, 2010 4:54 am
